کد مطلب:109861 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:144
فی الاستسقاء وفیه تنبیه العباد إلی وجوب استغاثة رحمة الله إذا حبس عنهم رحمة المطر أَلاَ وَإِنَّ الْأَرْضَ الَّتِی تَحْمِلُكُم، وَالسَّماءَ الَّتِی تُظِلُّكُمْ، مُطِیعَتَانِ لِرَبِّكُمْ، وَمَا أَصْبَحَتَا تَجُودَانِ لَكُمْ بِبَرَكَتِهِمَا تَوَجُّعاً لَكُمْ، وَلاَ زُلْفَةً إِلَیْكُمْ، وَلاَ لِخَیْرٍ تَرْجُوَانِهِ مِنْكُمْ، وَلكِنْ أُمِرَتَا بِمَنَافِعِكُمْ فَأَطَاعَتَا، وَأُقِیمَتَا عَلَی حُدُودِ مَصَالِحِكُمْ فَقَامَتَا. إِنَّ اللهَ یَبْتَلِی عِبَادَهُ عِنْدَ الْأَعْمَالِ السَّیِّئَةِ بِنَقْصِ الَّثمَرَاتِ، وَحَبْسِ الْبَرَكَاتِ، وَإِغْلاَقِ خَزَائِنِ الْخَیْرَاتِ، لِیَتُوبَ تَائِبٌ، وَیُقْلِعَ مُقْلِعٌ، وَیَتَذَكَّرَ مُتَذَكِّرٌ، وَیَزْدَجِرَ مُزْدَجِرٌ. وَقَدْ جَعَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ الْأَسْتِغْفَارَ سَبَباً لِدُرُورِ الرِّزْقِ وَرَحْمَةِ الْخَلْقِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْكُمْ مِدْرَاراً. وَ یَمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجْعَلْ لَكُمْ جَنْاتٍ وَ یَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً). فَرَحِمَ اللهُ امْرَأً اسْتَقْبَلَ تَوْبَتَهُ، وَاسْتَقَالَ خَطِیئَتَهُ، وَبَادَرَ مَنِیَّتَهُ! اللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَیْكَ مِنْ تَحْتِ الْأَسْتَارِ وَالْأَكْنَانِ، وَبَعْدَ عَجِیجِ الْبَهَائِمِ وَالْوِلْدَانِ، رَاغِبِینَ فِی رَحْمَتِكَ، وَرَاجِینَ فَضْلَ نِعْمَتِكَ، وَخَائِفِینَ مِنْ عَذَابِكَ وَنِقْمَتِكَ. اللَّهُمَّ فَاسْقِنَا غَیْثَكَ، وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِینَ، وَلاَ تُهْلِكْنَا بِالسِّنِینَ، وَلاَ تُؤَاخِذْنَا (بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا) یَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِینَ. اللَّهُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَیْكَ نَشْكُو إِلَیْكَ مَا لاَ یَخْفَی عَلَیْكَ، حِینَ أَلْجَأَتْنَا الْمضَایِقُ الْوَعْرَةُ، وَأَجَاءَتْنَا الْمَقَاحِطُ الْمُجْدِبَةُ، وَأَعْیَتْنَا الْمَطَالِبُ الْمُتَعَسِّرَةُ، وَتَلاَحَمَتْ عَلَیْنَا الْفِتَنُ الْمُسْتَصْعِبَةُ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَلاَّ تَرُدَّنَا خَائِبِینَ، وَلاَ تَقْلِبَنَا وَاجِمِینَ، وَلاَ تُخَاطِبَنَا بِذُنُوبِنَا، وَلاَ تُقَایِسَنَا بِأَعْمَالِنَا. اللَّهُمَّ انْشُرْ عَلَیْنَا غَیْثَكَ وَبَرَكَتَكَ، وَرِزْقَكَ وَرَحْمَتَكَ، وَاسْقِنَا سُقْیَا نَافِعَةً مُرْوِیَةً مُعْشِبَةً، تُنْبِتُ بِهَا مَا قَدْ فَاتَ، وَتُحْیِی بِهَا مَا قَدْ مَاتَ، نَافِعَةَ الْحَیَا، كَثِیرَةَ الْمُجْتَنَی، تُرْوِی بِهَا الْقِیعَانَ، وَتُسِیلُ الْبُطْنَانَ، وَتَسْتَوْرِقُ الْأَشْجَارَ، وَتُرْخِصُ الْأَسْعَارَ، (إِنَّكَ عَلی مَا تَشَاءُ قَدِیرٌ).
ومن خطبة له علیه السلام